الملتقى العربي الرابع للتراث الثقافي يختتم أعماله بمجموعة من التوصيات

0
334

* د. ويبر ندورو: أدعو جميع المشاركين لمواصلة التفاعل البناء

* د. زكي أصلان: النتائج والتوصيات النهائية تواجه تحديات التراث

اختتمت في مدينة الشارقة أعمال الملتقى العربي الرابع للتراث الثقافي، الذي أقيم تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظمه المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم- الشارقة)، بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، تحت شعار «ثقافة العمران وصمود التراث»، وذلك على مدار أربعة أيام في مقر المكتب بمركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي بالمدينة الجامعية.

شهد الملتقى العديد من المداخلات والعروض التقديمية وجلسات النقاش التي شارك بها مجموعة واسعة من الخبراء والمعنيين والمهتمين بشؤون البيئة المبنية (العمران) والتراث الثقافي في المنطقة العربية والعالم.

وركزت المداخلات على خمسة محاور رئيسية هي: مفهوم ثقافة العمران، وأهمية ثقافة العمران في تعزيز دور المجتمع لاستدامة التراث الثقافي، وجاهزية التراث كأداة من أجل الصمود، والتكيف المجتمعي والمرونة أو الصمود القائم على الثقافة، إلى جانب إدراج التراث الثقافي في السياسات كمنهجية لترابط المجتمع والشمولية والمساواة.

تبادل الأفكار

قال د.ويبر ندورو مدير المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) في ختام الملتقى أن أحد الأمور المهمة والمثيرة التي شهدها في هذا الملتقى هو تبادل الأفكار والتجارب من خلال العروض التقديمية وجلسات النقاش.

وأضاف: «نتمنى أن يستمر هذا الحوار والنقاش بين المشاركين في ما بعد، وأدعو بهذه المناسبة جميع المشاركين إلى جانب إيكروم- الشارقة لمواصلة هذا التواصل والتفاعل البناء».

وأكد ضرورة تقييم العمل باستمرار للتأكد من دقة الأعمال والتدخلات المنجزة، ومتابعة المشاريع بطريقة منهجية ومستمرة. وختم: «لا نستطيع أن نتنبأ بالمستقبل، ولكننا نستطيع تمكينه».

وتطرق المشاركون في اليوم الأول إلى المحورين الأول والثاني، بينما ركزت المحاضرات في اليوم الثاني على المحورين الثالث والرابع، حيث جمعت الجلسة الأولى، برئاسة د.عمر مكي، أربعة متحدثين رئيسيين هم د.عمرة حجي محمدوفتش، المهندسة فايقة البيجاوي، وأبارنا تندون، وليانا ويقبولدس.

وشارك في الجلسة الثانية، برئاسة د.أبارنا تندون، أربعة متحدثين هم د.صخر علبي، وأندرو بوتس، د.إيجي يلدريم، ود.مازن قمصية. واختتمت فعاليات اليوم الثاني بجلسة أخيرة برئاسة ناصر الدرمكي، ومشاركة أربعة متحدثين هم المهندسة إيلين كيلو، المهندسة هيفاء عبدالحليم، د.محمد لغظف، ود.فؤاد المهداوي.

في اليوم الثالث ركزت الجلسات على المحورين الرابع والخامس، حيث شارك في الجلسة الأولى برئاسة د.يوسف الحسن، أربعة متحدثين هم المهندس سركيس خوري، المهندسة أمل أبو الهوى، المهندسة نور الله فالديولميلوس، ونظيرعوض.

وشارك في الجلسة الثانية برئاسة د.مأمون عبد الكريم، أربعة متحدثين هم المهندسة نتالي شاهين، المهندس أيوب ذنون، المهندس خيرالدين الرفاعي، والمهندسة لمى عبود.

واختتمت فعاليات اليوم الثالث بجلسة أخيرة برئاسة د.جين ماري تيوتونيكو، ومشاركة أربعة متحدثين هم رسول سمدوف، والمهندسة لينا قطيفان، ود.فتحي جراي، ورانيا حماد.

في اليوم الرابع والأخير أسدل الستار على أعمال الملتقى بجلسة ختامية خصصت لعرض ومناقشة مجموعة من النتائج والتوصيات التي خرج بها المشاركون بعد ثلاثة أيام من التواصل والنقاش البناء حول القضايا الرئيسية التي طرحها الملتقى.

منصة خاصة

اتفق المشاركون على أن يتم إدراج هذه التوصيات ضمن منصة خاصة يتم إنشاؤها بمشاركة جميع المشاركين بهدف القيام بالمزيد من النقاش والبحث للوصول إلى التوصيات النهائية بالاعتماد أيضاً على المصادر والملفات المتوافرة سابقاً.

واختتم د.زكي أصلان، مدير إيكروم-الشارقة جلسات الملتقى بالتأكيد على أهمية هذه النتائج والتوصيات وضرورة مناقشتها ومتابعتها وتنفيذها بالتنسيق مع الشركاء المحليين والاقليميين والدوليين، مكرراً التأكيد على أهمية ثقافة العمران والبيئة المبنية في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز صموده في وجه التحديات التي يتعرض لها في الفترة الحالية. وقال الدكتور زكي أصلان «إن هذا الملتقى حقق فرصة رائعة للجمع بين مجموعة كبيرة من الخبرات والتجارب الإقليمية والدولية، ويجب علينا في هذه المرحلة الاستفادة من هذه الفرصة، ومواصلة اللقاء والنقاش للوصول إلى النتائج والتوصيات النهائية التي من شأنها أن توحد الجهود في مواجهة التحديات التي يتعرض لها التراث الثقافي في المنطقة العربية».

وفي ختام الملتقى قام د.جون روبنز، رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة إيكروم، ود.ويبر ندورو، المدير العام لمنظمة إيكروم بتكريم د.زكي أصلان تقديراً للجهود التي بذلها على مدار 20 عاماً من العمل الدؤوب ضمن المنظمة في خدمة التراث الثقافي في المنطقة.

وعبر د.أصلان عن شعوره بالسعادة والامتنان لهذا التكريم، وتوجه بالشكر لرئيس المجلس التنفيذي والمدير العام ولجميع الزملاء العاملين ضمن المؤسسة الذين رافقوه خلال هذه الفترة وساهموا بتحقيق هذا النجاح.

توصيات

من بين التوصيات المبدئية التي خرج بها المشاركون والتي تم طرحها على الحكومات والدول الأعضاء إنشاء آلية تنسيق محلية ووطنية قوية للصمود في حالات الكوارث؛ وإعداد تقييمات المخاطر استناداً إلى عمليات شاملة تشاركية، واستخدامها كأساس للتخطيط والتطوير للبيئة المبنية التاريخية والأهداف طويلة الأمد؛ القيام بالتخطيط الإقليمي والتطوير استناداً إلى تقييمات المخاطر، مع مراعاة السكان المهمشين، وبناء قدرات مؤسسية متعلقة بصمود التراث المبني لاكتساب المعرفة الكافية لتنفيذ الأدوار وزيادة صمود المناطق التاريخية؛ وضع استراتيجيات الترميم والتأهيل وإعادة الإعمار بعد الكوارث مع ضمان توافقها مع التخطيط الطويل الأجل وتوفير بيئة مبنية محسنة وتعزيز صمود المجتمع المتضرر، والعديد غيرها.

أما التوصيات التي تم توجيهها للخبراء والفنيين، والأدوات التي يجب تطويرها من قبل خبراء التراث المبني والمهنيين المعنيين فتشمل إعداد جرد وخرائط لمستوى صمود التراث في وجه الكوارث (رسم خرائط الأزمات للبيئة المبنية في المنطقة العربية)؛ تحديد فرص تمويل للحفاظ على التراث الثقافي، وخلق أو تعزيز أنشطة تبادل المعرفة بين المدن، وإشراك القطاع الخاص في أعمال التخطيط والتنفيذ؛ وخلق فرص لبناء القدرات لدى المهنيين وصناع القرار والمجتمع المدني، مع التركيز على التعليم المهني المستمر؛ وتمكين الحوار والتوافق بين جميع الأطراف المسؤولة عن حماية التراث الثقافي وتخفيض مخاطر الكوارث والمجالات ذات الصلة؛ وإشراك المجتمعات (وخاصة الأقليات والفئات السكانية المهمشة) في عملية صنع القرار المتعلقة بحماية التراث الثقافي وصموده أثناء الكوارث؛ والعديد غيرها.

الدورة الرابعة

أعلن على هامش الملتقى عن إطلاق الدورة الرابعة من جائزة إيكروم-الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، والدورة الثالثة من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، على أن يتم الإعلان عن المزيد من المعلومات وفتح باب التقدم للجوائز رسمياً اعتباراً من 30 حزيران / يونيو 2023، بينما سيتم الإعلان عن المشاريع الفائزة في خريف العام المقبل 2024.