إشادة أوروبية بالتقارب الراهن بين المغرب وإسبانيا والتحول التاريخي في موقف الأخيرة حول الصحراء المغربية

0
336

أشاد الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، الاثنين،بالتطور الإيجابي للعلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا، “المفيد من أجل تنفيذ الشراكة الأورو-مغربية ككل”.

ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، نبيلة مسرالي، في تصريح لوكالة الانباء المغربية : “يشيد الاتحاد الأوروبي بأي تطور إيجابي بين دوله الأعضاء والمغرب في علاقاتهما الثنائية، والذي لا يسعه إلا أن يكون مفيدا لتنفيذ الشراكة الأورو- مغربية ككل”.

وبخصوص قضية الصحراء المغربية، جددت المتحدثة التأكيد على موقف الاتحاد الأوروبي المعبر عنه ضمن الإعلان المشترك مع المغرب الصادر في يونيو/حزيران 2019.

هذا الإعلان يؤكد “دعم التكتل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة العملية السياسية الرامية إلى التوصل لحل سياسي لقضية الصحراء؛ عادل، وواقعي، وبراغماتي، ودائم ومقبول لدى الأطراف”.

وأوضحت المتحدثة أن “أي حل ينبغي أن ينبى على أساس التوافق تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي، لاسيما القرار 2602 الصادر بتاريخ 29 أكتوبر (تشرين أول) 2021″، مشيرة إلى أنه “من المهم الحفاظ على استقرار المنطقة”.

والجمعة، أعلنت الحكومة الإسبانية، خلال رسالة وجهها رئيسها بيدرو سانشيز، إلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية.

ووصفت الرسالة الطرح المغربي لحل نزاع الصحراء، بكونه “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية”، مشددة على “أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”.

بدورها ثمنت المملكة المغربية الموقف الإسباني الجديد بشأن ملف الصحراء المغربية.

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية المغربية، تعليقاً على الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وأكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المملكة المغربية تثمن عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية.

بدوره، قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، لويس بلاناس،الإثنين، إن استعادة علاقات الثقة مع المغرب عقب قرار الحكومة الإسبانية دعم مبادرة الحكم الذاتي من أجل تسوية الخلاف حول الصحراء ، تعد “بشرى سارة” و”ضمانة أساسية” بالنسبة لإسبانيا.

وأكد بلاناس، الذي عمل في السابق سفيرا لبلاده لدى المغرب ، في تصريح للإذاعة الوطنية الإسبانية “إر إن إي”، أنه يتعين “الحفاظ على علاقات الثقة مع جارنا المغرب، الذي تجمعنا معه وشائج صداقة وعلاقات استراتيجية”.

وسجل الوزير الاسباني أن نتيجة موقف إسبانيا من قضية الصحراء “مهمة للغاية” في ضوء الرهانات التي توحد البلدين، مؤكدا أن “استعادة علاقات الثقة تشكل بشرى سارة على جميع الأصعدة”.

وأكد أن”الأمر يتعلق بضمانة أساسية ومهمة للغاية” بالنسبة لإسبانيا”، موضحا أن العلاقات مع المغرب هي سياسة دولة ويجب أن تكون كذلك.

من جانبه ، أكد وزير الداخلية الإسباني الأسبق، خورخي فيرنانديز دياز، أن التغيير الذي طرأ على موقف الحكومة الإسبانية، التي أضحت تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، من أجل تسوية النزاع حول الصحراء المغربية “كان ضروريا”.

وأضاف فيرنانديز دياز في مقال رأي نشر، اليوم الاثنين، على صحيفة “لاراثون” الإسبانية تحت عنوان “سياسة الدولة مع المغرب”، أن “السياسة الخارجية لبلد ما -التي دائما ما تتحكم فيها الجغرافيا والتاريخ- تتحدد من خلال الحفاظ على مصالحه وحاجياته الاستراتيجية، إلى جانب حقائق أخرى تطبع مصلحته العامة”.

واعتبر أن تغيير موقف الحكومة من قضية الصحراء “كان أمرا ضروريا”، مضيفا “أؤكد بشكل قاطع أن ذلك كان ضروريا”.

ويرى الوزير الإسباني الأسبق أن “استقرار المغرب استراتيجي بالنسبة لنا”، مؤكدا أنه “من الضروري الحفاظ على علاقة ثنائية تقوم على الوفاء، الثقة والتعاون المتبادلين”.

وخلص دياز إلى التأكيد على أن المغرب أضحى عقب هذا القرار “يحظى بالاعتراف كشريك وحليف أولوي بالنسبة للسياسة الخارجية لإسبانيا والاتحاد الأوروبي، والذي ينبغي علينا تعزيز التعاون معه على جميع المستويات”.

في السياق ذاته، قال الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، أن إسبانيا والمغرب اتخذا “خطوة تاريخية”، عقب قرار الحكومة الإسبانية دعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، باعتبارها “الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية”.

وأوضح موراتينوس، في حديث نشر اليوم الاثنين، على الموقع الإسباني “إل كونفيدونسيال”، أن “البلدين اتفقا على اتخاذ هذه الخطوة التاريخية. نحن في مرحلة إيجابية”، تندرج في إطار المعايير الجديدة التي جاءت في خطاب الملك محمد السادس في 20 اغسطس الماضي.

وأبرز موراتينوس ، وهو وزير أسبق للخارجية الإسبانية أنه “كان يجب تجاوز حالة سوء الفهم والثقة بين البلدين. والنتيجة تبعث على الرضا بالنسبة لكلا البلدين، إسبانيا والمغرب”.

وشدد موراتينوس على أن “السلام والاستقرار هما قيمتان يتم السعي وراءهما في وقت تحتدم فيه صراعات وأزمات في أجزاء أخرى من العالم، حيث يتعلق الأمر بأنباء إيجابية ينبغي بالطبع الترحيب بها”، مشددا على أن البلدين مدعوان الآن إلى “العمل وتطوير إمكاناتهما كاملة”.

وأشار موراتينوس إلى أن “إسبانيا والمغرب هما حلقة الوصل بين القارتين الإفريقية والأوروبية، ولهما دور كبير ومسؤولية من أجل إقامة علاقة استراتيجية جديدة بين القارتين”.

وأشار موراتينوس إلى أن هذا القرار “سيضفي دينامية أكبر على علاقاتنا ، وسيسمح لنا بأن نحقق الازدهار، والتفاهم والتنمية للعلاقات الثنائية بين البلدين”.الجدير بالذكر أن الموقف الأوروبي يتماشى مع موقف الأمم المتحدة التي تفضل نهج البراغماتية، الواقعية، الاستدامة وروح التوافق.

وهو بذلك، يكرس تفوق مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الأكثر مصداقية، واقعية وقابلية للتطبيق لنزاع الصحراء .

فمن واشنطن إلى مدريد، مرورا ببرلين، باريس وعواصم أخرى مؤثرة على الساحة الدولية، يكتسب حل الحكم الذاتي في الصحراء المغربية المزيد من الزخم.

 

 

 

 

 

 

 

بعد إسبانيا..فرنسا تعلن دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي باعتباره “أساسا للنقاش، جادا وذا مصداقية”