بدُون مقدمات، أقول ها هي ذي تُجَاهَـنا أشكالٌ من الخِداع والحقد والكيد كعاهات نفسية يَتربَّـصُ بنا أصحابُها الدوائر، مُهاجِمين مشاعرَنا الوطنية ومُستفِّزين إيانا، هكذا بقصْد إلحاق الضرر بنا أذًى مُتسلِّلا إلينا عن طريق الحقل التربوي، فلْـنتَصَدَّ لذلك.
هذا ما قاله الشاعر الفِطَحْلُ أبو الطيب المتنبي انطلاقا من أيديولوجيته المتشددة الداعية إلى حل المشاكل بالسيف.
وأستبدل أنا الذي هو أعلَى بالذي هو أدنَى مُستدرِكا، فأقول :
لا يَسْلَمُ البلَدُ العـظيمُ من العِـدَى
حـتى نَـذُودَهُـــمُ بِما هـو أقْــوَمُ
ولَو تَجاسَرَ ذو الـغَـبَاوةِ زارِعًا
كـَيْدَ البُغَاةْ سيَشْتكي يَومَ يُهـزَمُ…
والمَعنى أنه يُنُشَرُ الجهلُ بحقوقنا بين صفحات كتاب مدرسي من بغاة حاقدين بقصد إلحاق الإذاية بنا نحن المغاربة، ولذلك فلنا أن نُقوِّمَ ألسنة الطَّغْوَى ونَنْعَى على أصحابها ذلك برجاحة عقل وعلم منير.
فهذا موسم الدراسة قد هَـلَّ علينا موعدا للتحصيل كى يَشْرَعَ طلابُنا وناشئتُنا في الكُرُوعِ مِن مناهل العلم.، وأنى لهم العلم الصحيح النافع والسم مدسوس بين صفحات كتبهم المقررة وكراريسهم المدرسية ؟
فماذا نرى، وماذا نسمع في زمن العجائب هذا ؟ أخريطةُ مغربٍ مَعزولاً عن صحرائه ؟
ما العمل إذن، أنبقى هكذا مكتوفي الأيدي، يعبث بمصالحنا الوطنية العابثون ؟
لا جَرَم أنه ينبغي عَملُ ما من شأنه كفُّ الأذى ورَدْعُ الخصوم والمُرجِفين والمُغرِضين.
فهذا أمرٌ لا يَنتَـطِحُ فيه عَـنْزان.
يُرْجَى إذَن، بادئ ذي بدء، الإسراع بالمتابعة القضائية للشركة أو المطبعة التي نشرت مؤخرا تلك الكتب المدرسية الحاملة لخريطة البلاد بدون الصحراء المغربية المسترجعة منذ سنوات، مُكَلِّفةً إيانا المال ثمنا لاسترجاعها كما هو معلوم، فضلا على دماء المغاربة البَررة التي أُرِيقَتْ فوق ترابها جراء الحرب التي جَرّنا إليها أعداء وحدتنا الترابية.
متابعة أمام محكمة العدل الدولية بلاهاى وجبت إن كان الجاني اجنبيا كالدولة التي تتجه إليها الأنظار هذه الأيام، أى الدولة ذات الموقف الغامض إزاء صحراءنا المغرلية، بل ذات الموقف المتواطئ مع خصوم وحدتنا الترابية.
وأما إن كانت الجهة الناشرة لهذه الكتب المشبوهة معنى وآثارا، والمسيئة إلى الوطن موجودة داخل البلاد، فإن القضاء المغربي كفيل بأن يقوم بالردع والزجر المتعينين في هذه النازلة، نازلة الإساءة إلى الوطن، بل خيانته خيانة عظمى.
وفي الواقع، فسواء أكانت هذه الشركة او المطبعة موجودة داخل البلاد أو خارجها، فيجب متابعتها قضائيا على جريمة عزل المغرب عن صحرائه طبقا للمزاج الشخصي وهوى النفس، كما يجب مصادرة كل تلك الكتب التي لم تنشر بها خريطة المغرب كاملة غير منقوصة، وتحميل المسولية القانونية في ذلك لأصحاب النفوس المريضة والعداء المستحكم المسيئين إلى وحدتنا الترابية التي هي عندنا، نحن المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، قضية مصيرية، بل هي عندنا جميعا مسألة حياة أو موت.
فما هي يا ترى هذه الجهة الجانحة التي تتألى علينا في بلادنا أو خارجها فتعطينا ما تريد وتمنع عنا ما تريد، والدماء المغربية قد أريقت فوق صحراءنا لاسترجاعها ؟
فهل المغاربة كلهم قد بذلوا من أجلها، عن بكرة ابيهم، الغالى والنفيس ليأتي فلان أو علان، فينازعنا- وفق حاجة في نفسه المريضة- في أعز ما نملك في هذا الوطن الأمين ؟
إن هذا لَشىءٌ عُجاب.
هذا ما عَنَّ لي قولُه، على عَجل، مِن موقع وطنيتي التي أنطقتني دائما كلمة الحق، والتي تجعل أطول قصائدي الشعرية هي تلك التي نظمتها في إبانها عن صحراءنا المغربية، بلاد المغاربة الأشاوس، زمانَ الجهاد البطولي لنصرة الحق فوق أرض الوطن وإثبات وذياد الأطماع، مثلما تَشْهدُ بذلك سجلاتُ تاريخنا الحافل بالأمجاد، وبلادُ النوابغ المؤهلين للريادة مستقبلا بما لديهم من مؤهلات فكرية متميزة في ميادينها، كما سنضرب على ذلك أمثلة بنماذج منها في مقال آخر لاحق، إن شاء الله، وبلاد الأمبراطورية المغربية ذاتِ المجد الأثيل الذي لا يَبْلَى، وذاتِ الجذورالممتدة الضاربة في أعماق التاريخ…
فأعداؤنا اليوم، نحن المغاربة، لاجَيْر بادُونََ في الناس بأحقادهم وضَغائنهم كرذائل لا اختلاف حولها وكأيديوليجيا فاسدة، وفي كِلْتا العاهَتيْن النفسِيتَين الشر المُستطِير اللاحق بنا منهم.
وإن يَعودُوا لغيهم، نَعُدْ نحن للتصدّي، رادِعين، مُنافِحين، “وعلى الله قصد السبيل، ومنها جائر”، وهي تلك التي يتبعها هؤلاء…