نتنياهو يُهدّد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “عليك أن تَشْعُر بالقلق” بسبب مذكرة الاعتقال

0
220

أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تصريحات غاضبة، هدد فيها مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، بعد أن وصفه بالفاسد، وأجاب رداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق بشأن السفر خارج إسرائيل بعد توصيات المدعي العام: “لست قلقاً على الإطلاق بشأن وضعي، أعتقد أن المدعي العام كريم خان من يجب أن يشعر بالقلق بشأن وضعه.

ونفى نتنياهو، في مقابلة مع شبكة ABC News الاتهامات الموجهة إليه، واعتبرها “كاذبة وسخيفة”، وزعم أن إسرائيل “توفر الآن ما يقارب نصف مياه غزة، والسماح بدخول نصف مليون طن من الطعام والدواء باستخدام 20 ألف شاحنة”.

ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق بشأن السفر خارج إسرائيل بعد توصيات المدعي العام، أجاب نتنياهو قائلاً: “لست قلقاً على الإطلاق بشأن وضعي، أعتقد أن المدعي العام كريم خان من يجب أن يشعر بالقلق بشأن وضعه”.

وزعم نتنياهو، أن خان يقدم وقائع كاذبة، كما يسعى لتشويه صورة إسرائيل، وأنه يقوم بحملة تشويه، معتبراً أنه يصب الزيت على نار معاداة السامية التي تجتاح العالم، حيث يهاجم الدولة اليهودية الوحيدة، ويحاول تقييدنا ومنعنا من تنفيذ مسؤوليتنا.

وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الاثنين، إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، و3 من قادة حماس، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

واستند المدعي العام كريم خان إلى أدلة قال إنها تظهر أن إسرائيل حرمت المدنيين الفلسطينيين بشكل ممنهج من أشياء لا غنى عنها لبقاء الإنسان، بما في ذلك فرض قيود على الغذاء والماء والدواء والطاقة، وقال إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، غير أن هذا لا يعفيها من الامتثال للقانون الدولي الإنساني.

أما الاتهامات الموجهة لقادة حماس، فتحملهم المسؤولية عن جرائم منها الإبادة والقتل واحتجاز الرهائن والتعذيب والاغتصاب وغيرها. وكان لافتا أن الطرفين انتقدا المحكمة الجنائية ومساواتها بينهما إسرائيل لأنها تعتبر قادتها منتخبين ديمقراطيا وحماس لأنها تعتبر نفسها ضحية تساوى الجلاد.

وفيما يشكل تحرك المحكمة الجنائية صدمة ثانية لإسرائيل، بعد اضطرارها للمثول أمام محكمة العدل الدولية في شكوى جنوب أفريقيا التي تتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، يقول خبراء قانونيون إن اتهامات الجنائية حتى لو لم تؤدي إلى اعتقالات فعلية لقادة إسرائيليين، تشكل منعطفا نحو محاسبة دولية لإسرائيل، وهو أمر لا يزال مستبعدا بسبب الدعم الأميركي والأوروبي لها.

وكان مثيرا الاستهجان في ردود الفعل الإسرائيلية والغربية أنها هاجمت المحكمة والمدعي العام، وأجمعت على تسفيه قراره، ووصفته بأنه مخز أو مشين وفقا للرئيس الأميركي، أو خسيس أو غير مقبول، أو أنه مسرحية هزلية كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي نتنياهو توعد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بقوله: يجب عليك أن تشعُر بالقلق..

وتوعد أعضاء في الكونغرس المحكمة الجنائية بعقوبات صارمة، فيما انفردت فرنسا بإعلان دعمها استقلالية المحكمة ومكافحة الإفلات من العقاب في كل الحالات.

أما كريم خان فكشف في لقاء تلفزيوني أن زعيما غربيا بارزا قال له إن هذه المحكمة أنشئت لأفريقيا والبلطجية ولا شك أن اعتبارات كهذه تفسر المأزق المزمنة للعدالة الدولية ومعاييرها المختلة، حتى عندما تكون الوقائع موثقة ولا يمكن أن تخفيها تدخلات سياسية.