في قلب الصحراء المغربية، وتحت سماء زاكورة المفتوحة، انطلقت النسخة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء، لتتحول المدينة إلى ملتقى للإبداع الفني والثقافي، حيث تلتقي السينما مع قضايا التنمية والديمقراطية وتعزيز الهوية الوطنية.
هذا الحدث الثقافي البارز، الذي تنظمه جمعية زاكورة للسينما عبر الصحراء، أصبح منارة تُبرز دور الفن في تحقيق العدالة الاجتماعية وبناء جسور التواصل بين الثقافات.
الفن كأداة للتغيير والديمقراطية
في كلمته الافتتاحية، شدد المدني الشيخي، رئيس المجلس الإقليمي لزاكورة، على أهمية الفن كوسيلة لتعزيز الديمقراطية وترسيخ قيم الكرم والتعايش التي تُميز إقليم زاكورة.
وأشار إلى الطفرة التي شهدتها السينما المغربية في السنوات الأخيرة، حيث تمكنت من التربع على الساحة الدولية وحصد جوائز في مهرجانات مرموقة مثل مهرجان كان.
وأكد الشيخي أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل أداة تعبيرية قوية تسلط الضوء على قضايا المجتمع وتُبرز هويته الوطنية الغنية.
وأضاف أن المهرجان يُمثل منصة مثالية لتعزيز مكانة زاكورة كمركز ثقافي وسياحي، مستفيدًا من قصص المنطقة الغنية بالتنوع الثقافي والتراثي.
المواهب المحلية في صدارة المشهد
لا يقتصر دور المهرجان على استضافة نجوم السينما العالمية، بل يمنح الفرصة للمواهب المحلية من شباب ونساء لتقديم قصصهم وإبداعاتهم، مساهماً بذلك في صقل مهاراتهم في مجالات الإخراج والتمثيل والكتابة السينمائية. هذا الاهتمام بالمواهب يعزز من إمكانياتهم ليصبحوا سفراء للإقليم والمملكة على الساحة الدولية.
اللافت في هذه النسخة هو تركيزها على التقنيات السينمائية الحديثة، ما أضاف بعدًا إبداعيًا جديدًا للإنتاجات المحلية، وجعلها قادرة على المنافسة عالميًا.
برنامج غني ومتعدد الأبعاد
ضم المهرجان هذا العام ما لا يقل عن 14 دولة مشاركة في مسابقاته الرسمية الأربع: الفيلم الطويل، الفيلم القصير، الفيلم الوثائقي، وأفضل سيناريو. كما تضمن ورش عمل وموائد مستديرة ناقشت موضوعات سينمائية متنوعة، بالإضافة إلى عروض خاصة لأفلام خارج المنافسة.
وكان للسينما الأنغولية حصة خاصة هذا العام، حيث اختيرت كضيف شرف لتسليط الضوء على إنتاجاتها المميزة بحضور ثلة من المخرجين الأنغوليين. هذا التوجه يعكس رؤية المهرجان في تعزيز الروابط الثقافية بين المغرب وباقي دول إفريقيا.
السينما والتنمية: وجهان لعملة واحدة
يتجاوز المهرجان دوره الثقافي ليصبح محركًا للتنمية في جهة درعة تافيلالت. إذ يسعى إلى تعزيز السياحة الثقافية والترويج للإقليم كوجهة سينمائية بامتياز.
فالسينما ليست فقط أداة للتعبير الفني، بل وسيلة للترويج لمؤهلات المنطقة الطبيعية والثقافية، مما يسهم في تعزيز الاستثمار وخلق فرص العمل.
أسئلة مفتوحة نحو المستقبل
-
كيف يمكن استثمار نجاح مهرجان الفيلم عبر الصحراء لتعزيز مكانة المغرب كوجهة سينمائية عالمية؟
-
هل ستشهد النسخ القادمة من المهرجان مبادرات تعليمية لإعداد أجيال جديدة من السينمائيين؟
-
إلى أي مدى يمكن أن تسهم هذه التظاهرات في تعزيز التعاون الثقافي مع دول إفريقيا جنوب الصحراء؟