كيف خدعت الولايات المتحدة إيران ومهّدت إسرائيل لضرب نووي؟ قراءة شاملة في مسرحية الشرق الأوسط

0
190

بينما تكشف أزمة القصف الإسرائيلي لإيران، وتصاعد الردود، عن مشهد جيوسياسي متوتر ومربك، تبرز أسئلة كبرى تتعلق بدور الولايات المتحدة بقيادة ترامب، وأثرها على إيران، وعلى الرد الإيراني، والمشهد الدبلوماسي الإقليمي والدولي.

واشنطن طعنت طهران من الخلف؟

  • خديعة التفاهم النووي: في خضم مفاوضات نووية جرت في سلطنة عمان، استخدمها الولايات المتحدة وإسرائيل كورقة خداع لإلهاء إيران، ما مكن إسرائيل من شن هجوم مفاجئ على الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية بدون توقع منها .

  • رغم محاولة ترامب الظهور بصفته ديبلوماسيًا تواقًا للسلام، يبدو أن الأمور فُسّرت بأن واشنطن لم تمنع الحملة بل ربما دعمتها ضمنيًا، مختفية خلف خطاب معارض رسمي .

  • تعليقات محللين في واشنطن بوست وذي غارديان، أبرزت نقطة ضعف ترامب، وعجزه عن السيطرة، معززًا الانطباع أنه إما شريك ضمني، أو عاجز عن منع الإجراءات التي اتخذها حلفاؤه .

إيران تحت ضغط القصف… فهل ستسرّع القنبلة النووية؟

  • وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية ومكتب الاستخبارات الأمريكية، فإن إيران تمتلك كميات من اليورانيوم المخصّب بتركيز 60%، ما يمكنها من إنتاج أول قنبلة نووية خلال أسبوع واحد، وما يصل إلى سبع قنابل خلال شهر .

  • تصريحات رسميين إيرانيين تشير إلى أن الأخيرة قد تعيد النظر في تحريمها الديني للأسلحة النووية، خاصة بعد غارات إلكترونية وأسلحية استهدفت بنيتها التحتية .

  • رسالة طهران تطلب الرد السريع والردع، وهو ما تجلّى في إطلاق ما يزيد عن 150 صاروخًا و100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل في نفس يوم الهجوم .

إسرائيل تطوّق نفسها وتستعد للرد طويل الأمد

  • أعلنت إسرائيل حالة طوارئ وطنية وأغلقت جميع سفاراتها حول العالم، مطالبة الإسرائيليين بالخوف من أي ظهور رمزي للهوية اليهودية.

  • الأنباء أشارت إلى ملاجئ القطارات والأنفاق في تل أبيب ومحيطها، حيث لجأ الملايين نتيجة صواريخ إيرانية أدّت إلى إصابة عشرات المدنيين .

  • بنيامين نتنياهو شدّد على أن إسرائيل ستواصل الضربات تحت اسم “Operation Rising Lion”، حتى يتم عوائق إيران النووية بالكامل .

 السياق الإقليمي والدولي

  • الضربة الإسرائيلية بهذه القوة تأتي في ظل تصريحات لانعدام ضمانات أمريكية كاملة، وأخرى أكدت ضوءًا أخضر صامتًا من ترامب .

  • تقارير دولية تشير إلى أن التأزيم سيفتح أفقًا جديدًا للصراع، ويهدد استقرار التسويات الإقليمية، ويضع الولايات المتحدة في موقع موتر للغاية، لا سيما أنها سحبت جزءًا من موظفيها في المنطقة تجنبًا للتصعيد .

  • على المستوى العالمي، توتر أسواق النفط، ولجوء روسيا إلى تعزيز مبيعاتها، واستغلال الانشغال الأمريكي لنقل المعركة إلى أروقة أخرى كأوكرانيا .

أسئلة صحافية عميقة:

  1. لماذا استخدمت واشنطن قنوات دبلوماسية كغطاء لضربة عسكرية؟

  2. هل إيران عاجزة؟ أم أن الرد سوف يُجبرها على تسريع برنامجها النووي؟

  3. هل إسرائيل قادرة على “إلغاء النووي الإيراني” وحدها دون دعم أمريكي دائم، كما جرت العادة؟ وهل أسلوبها يستهدف تدمير المنشآت أم توجيه ضربة إستراتيجية لتخويف النظام؟

  4. كيف سيتصدّى المجتمع الدولي لهذه الحلقة التصعيدية بدون الانزلاق في حرب شاملة؟

  5. هل يمكن أن يؤدي هذا التصعيد إلى مرحلة أخرى من الرعب النووي، أم أن تحالفات جديدة – عربيًا ودوليًا – ستنبثق لتطويق الخطر؟

خلاصة تحليلية:
هنا لا يتعلق الأمر بضربة عسكرية عابرة، بل بمنظومة معقدة من التحالفات الخفية، والضغوط الاستراتيجية التي تتقاطع فيها المصالح الأمنية مع الحسابات السياسية. وكلّ هذه الحركة تؤسس لفصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط؛ فصل لا يقبع فيه أحد “في الملجأ” بانتظار السلام.