مصائب قوم عند قوم فوائد.. شاهد- هكذا يعيد الحياة بتفجر ينابيع من المياه بعد أسوأ موجة جفاف عاشتها المغرب منذ 40 عام

0
227

وسط المآسي الكبيرة التي خلفها الزلزال الذي ضرب مناطق عدة في المغرب نهاية الأسبوع الماضي، تفاجأ سكان الكثير من هذه المناطق بتفجر ينابيع من المياه، وبعودة الحياة إلى كثير من الينابيع الأخرى التي جفت منذ سنوات.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع عديدة لهذه الظاهرة الطبيعية، من بينها فيديو نشره مواطن مغربي قال فيه: “سبحان الله وبحمده، بعد زلزال الحوز شق الجبل وخرج منه الماء في عدد من المناطق في معجزة إلهية”.

وتناقلت الصفحات المختلفة على “فيسبوك” و”إكس”، فيديوهات عديدة تكشف عن الظاهرة المثيرة، مع تداول أحاديث بشأن تفجر العشرات من شلالات المياه الجوفية بعد تشقق العديد من الجبال إثر كارثة زلزال سوس والحوز.

وأغلب هذه المقاطع المصورة نشرت معنونة بجملة: “سبحان الله.. شلالات مياه جوفية تنفجر من بين شقوق الجبال في المناطق المتضررة من زلزال الحوز في المغرب”.




ووفقا لمختصين، فإن الينابيع المائية التي ظهرت فجأة كانت جافة قبل أن تتسبب قوة الزلزال في تغيير مسار المياه الجوفية بشكل عكسي.

وعلق الدكتور عبدالنبي المندور، الأستاذ الجامعي المختص في الماء ومدير متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، قائلا إن حدوث تغير في صبيب المياه أمر جد وارد خلال الكوارث الطبيعية.

وتبرز أهمية هذه “المفاجأة الطبيعية” في أن المغرب يعيش للعام السادس على التوالي جفافا حادا في كثير من مناطقه، من بينها تلك التي ضربها الزلزال في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت وورزازات وأزيلال، وكان العام الماضي أسوأ هذه الأعوام الستة، وكذا أسوأ سنة جفاف شهدها البلد منذ 40 عاما.

كما أن المغرب يصنف ضمن الدول التي تعاني من الإجهاد المائي، وتراجع في السنوات الأخيرة مناسيب كثير من سدوده، مما اضطر الدولة إلى انتهاج سياسات مشددة لترشيد استهلاك المياه.

وفي إقليم الحوز (جنوبي غربي البلاد) تحدث سكان عن ظهور ينابيع جديدة أو عودة المياه بقوة إلى أخرى جفّت، وخاصة في قريتي إيجوكاك وثلاثاء يعقوب، وكذلك الأمر في إقليم تارودانت (جنوبي البلاد) حيث عاينت الجزيرة نت مياها متدفقة في نهر “أسيف أونزال” بقرية إيخفيس الواقعة في منطقة تيزي نتاست.

ويقول سكان من المنطقة تحدثوا للجزيرة نت إن هذه الظاهرة ربما “من حسنات الزلزال”، وإنها ستعيد الحياة إلى كثير من الأنشطة الزراعية البسيطة التي كانوا يمارسونها في عقود سابقة على مجاري هذه العيون والأنهار قبل أن تجف.

كما ستخفف هذه العيون والينابيع معاناة كثير من المناطق النائية التي كان أهلها يعانون ويقطعون المسافات الطويلة للوصول إلى مياه الشرب لهم ولأنعامهم.

ونقل موقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربي عن المختص تأكيده أن “الزلازل يمكن أن تسبب تزايدا قويا في صبيب المياه كما يمكن أن تؤدي إلى العكس”.

وشرح المندور: “تخزين الماء تحت الأرض يكون في طبقات جيولوجية إما قديمة أو حديثة؛ أي ممكن أن تكون طبقات مكونة من الكلس وتحتوي على خزان قوي وكثيف من المياه في مغارات تحت الأرض”.

وهز زلزال عنيف بلغ شدته أكثر من 7 درجات على مقياس ريختر المملكة المغربية، مساء الجمعة، مخلفا ما لا يقل عن 2946 قتيلا، في حين بلغ عدد المصابين 5674 شخصا، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية المغربية، ويتزامن ذلك مع تواصل جهود الإغاثة والبحث عن مفقودين لليوم السادس على التوالي.

ويقود الجيش المغربي جهود الإغاثة، بدعم من مجموعات وفرق إغاثة أرسلتها 4 دول، هي: قطر والإمارات وبريطانيا وإسبانيا، لكن التضاريس الوعرة والطرق المتضررة وتباعد القرى أدت إلى تعقيد هذه المهمة.