40 مليون رسالة شكر لموريتانيا بعد”جمركة شاحنات الخضروات القادمة من المغرب بنسبة 150%”..الشعب فايق بيكم

0
439

من ينظر إلى الفوارق الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي يعايشها المغاربة يعلم ما يواجهه هذا البلد من تحديات مستقبلية على الأمدين القصير والطويل. ففي الوقت الذي يعيش فيه أثرياء المغاربة حياة فارهة، يعيش ملايين الفقراء دون أن يحصلوا على أدنى حد من المقومات الأساسية للحياة الكريمة.

فنتيجة القرار المفاجئ الذي اتخذته المكتب الحدودي للجمارك فى انواذيبو شمال موريتانيا منذ 2  يناير 2024 تطبيق تعرفة التخليص الجمركي الجديدة على الخضروات المستوردة من المملكة المغربية ، بنسبة 150 %، شهدت أسعار مجموعة من الخضروات في الأسواق المغربية انخفاضاً كبيراً، حيث أصبحت في متناول جميع المواطنين حتى البؤساء والفقراء والمهمشين ، بعدما كانت حكرا على (الأغنياء) بسبب الارتفاع الصاروخي منذ 2021 حتى اليناير 2024 .

الاجراء الموريتاني انتبه 40 مليون مواطن مغربي في عدد من المدن المغربية، بالتراجع الكبير في أسعار الخضر الأساسية، مثل الطماطم والبصل والبطاطس، والتي عادت إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل حكومة رجال الأعمال. كما انخفضت الأسعار كذلك في أسواق الجملة للخضر والفواكه.

وتوقع خبراء اقتصاديون أن تنخفض الأسعار أكثر خلال الأيام المقبلة، وذلك نتيجة وفرة العرض. وعزا الخبراء هذا التراجع الكبير في أسعار الخضر والفواكه إلى عدول عدد من المصدرين عن تصدير  خيرات وثراوت البلاد إلى السوق الموريتانية والإفريقية، وذلك نتيجة القرار المفاجئ الذي اتخذته السلطات الموريتانية برفع رسوم دخول الخضر والفواكه إلى أسواقها 150 % .

بدورهم كشف خبراء اقتصاديون عن الدوافع التي تقف وراء قرار موريتانيا زيادة الرسوم الجمركية على الخضروات المغربية، فيما دعا مصدرو هذه المنتجات بالمغرب الحكومة الموريتانية لإلغاء قرارها هذا.

وأشار المحلل الاقتصادي أمم ولد أنفع، في حديث لـRT أمس الأربعاء، إلى أن القرار بشكل أساسي يهدف لحماية المزارع الموريتاني.

وقال إن “القرار يأتي أساسا في إطار إنهاء العمل بالإعفاءات الجمركية المطبقة على الخضروات منذ 2020 بعد انكشاف الجائحة ولله الحمد وعودة الاقتصادات العالمية إلى الانفتاح من جديد”.

وتابع قائلا: “كما يأتي القرار في إطار توجه عام للسلطات الموريتانية لنقل تجربة الأرز الناجحة إلى الخضروات من أجل جعل الاقتصاد الموريتاني أكثر قدرة على التعامل مع اضطرابات الأسواق مستقبلا حيث تشير الأرقام الحالية إلى وصول نسب الاكتفاء الذاتي من الأرز والخضروات إلى 89% و30% على التوالي، ما يعني أنه لايزال الكثير من العمل لتوطين الخضروات خاصة أن موريتانيا تمتلك مؤهلات زراعية كبيرة لاتزال خارج حيز الاستغلال”.

 

من جهتها أشارت وسائل إعلام مغربية إلى أن القرار سيؤدي إلى زيادة أسعار منتجات الخضروات والفواكه في موريتانيا، إذ أن الأخيرة تقوم باستيراد كميات كبيرة من الخضروات والفواكه من المغرب.




ويقوم المغرب بتصدير منتجات زراعية إلى دول غرب إفريقيا على حساب تفقير الشعب، حيث تمر قوافل الشاحنات الناقلة للبضائع عبر موريتانيا نحول تلك الدول، غير أن كميات هامة من تلك البضائع يتم بيعها في الأسواق الموريتانية.




وفي وقت سابق، أشارت وزارة الزراعة الموريتانية إلى أن عودة العمل بهذه الرسوم ستقتصر فقط على فترة ذروة الحصاد محليا أي مابين شهر يناير و فبراير من كل عام دعما للإنتاج المحلي ماسيقوض من الأثر الرجعي لهذه الخطوة على المستويات العامة للأسعار.

وتجدر الإشارة إلى هذ القرار سيوفر إيرادات إضافية للميزانية الموريتانية في ظل وجود برنامج إصلاح اقتصادي ومالي مع صندوق النقد الدولي يمتد للفترة مابين 2023- 2026 ما يستوجب من السلطات الموريتانية رفع كفاءة الميزانية العامة من خلال التحكم في الإنفاق وتحسين مستويات التحصيل.

وبموجب القرار الجديد ارتفع تخليص التعرفة الجمركية بالنسبة لحمولة الشاحنة الصغيرة من الخضروات إلى 88 ألف أوقية قديمة بدلا عن 40 ألف اوقية قديمة  وارتفع تخليص التعرفة الجمركية  لحمولة شاحنة كبيرة من  الخضروات إلى 145 ألف أوقية قديمة بدلا عن 50 الف أوقية قديمة.

وأكد مصدر ، أن الشاحنات المغربية التى تحمل الخضروات وغيرها من البضائع القادمة من معبر الكركرات والمتجهة إلى دول شمال وغرب أفريقيا عبر موريتانيا غير معنية بطبيعة الحال بقرار رفع التخليصة الجمركية ولن يكون للقرار تأثير على تدفقها.

وبلغت نسبة المبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا 58 في المائة، أي بنمو منقطع النظير خلال السنة الماضية ما يعزز موقع ومكانة المملكة كأول مورد للسوق الموريتاني على المستوى الأفريقي، حيث تشكل الواردات الموريتانية من المغرب ما يناهز %50 من مجمل وارداتها من القارة الأفريقية.

وعلى المستوى المغاربي، تشكل هذه الواردات أكثر من %73 من مجمل الواردات الموريتانية من الدول المغاربية. وعلى مستوى بنية الصادرات المغربية نحو موريتانيا، فإن %80 منها تتكون من ثلاث فئات، وهي: المواد الغذائية والزراعية، والمواد المصنعة وآلات ومعدات النقل. وتشكل الصادرات من الخضر والفواكه حوالي %20 من حجم هذه الصادرات.