كتب إعلامية..واقع لغة الإعلام المعاصر

0
410

د.خليل القاهري- اليمن

[اللغة الثالثة في الإعلام ]

(لغة الإعلام اليوم  ليست (الزعيج ،والجحاجح،والعرصات ،والجلمود،وأضواج،،وافرنقعوا ،وإدلهمَ…)

•في موضوع الفصحى والعامية في وسائل الإعلام فإنه لابد من معرفة أن الفصحى درجات وأن المطلوب تعميمه في وسائل الإعلام هو أبسط تلك الدرجات التي تستمد مدادها من لازمات العصر التعبيرية،وهو أمر يمكّن  المثقف وغير المثقف والمتعلم وغير المتعلم من الفهم والاستيعاب،ولنا في صياغة  نشرات الأخبار  النموذج ،وكذلك في خطبة الجمعة التي يفهمها الجميع،

هذا مايتحدث عنه مفصلا،وعن مواضيع عصرية شيقة في اللغة والإعلام كتاب {واقع لغة الإعلام المعاصر ..لمؤلفه الدكتور /مصطفى محمد الحسناوي}،

-فوفقا للكتاب فإن جملة من الإساءات تتبناها وسائل الاعلام ضد اللغة العربية الفصحى،منها :-

-تبني اللهجات العامية على حساب الفصحى 

-ترويج الأخطاء اللغوية ،

•يرى البعض أن نزول الفصحى الى العاميات في الاعلام هو الحل،فنحو أي عامية ستتجه الفصحى إذن ؟في ظل وجود عشرات اللهجات الدارجة عربيا ؟

•ويرى آخرون كإبراهيم إمام أن الحل يكمن في لغة جديدة تقترب من لغة المحادثة المثقفة ،

-ويقول آخرون إن أي مزج وخلط بين الفصحى والعامية الدارجة سيؤدي الى تشويه اللغة العربية وإفراغها وضياع ملامحها ،وخلق لغة هجينة غير سوية وغير طبيعية،وسيكون خليطا يتسبب في الانحسار التدريجي للعربية،

•الحل عند بعضهم البقاء في نطاق الفصحى والمحافظة على نقائها وتمكين اللغة من استيعاب الحضارة والتحرر من الموروثات الثقيلة،إذ لابد من تحديث اللغة وعصرنتها وجعلها مألوفة مندمجة في الحياة اليومية،

-اقتراب الاعلام من عامة الناس وحياتهم العملية واليومية لايبرر  أبداً هبوط الفصحى الى العاميات،وإنما يجب أن يلبي حاجاتهم ويتمثل مشكلاتهم وأن يرقى بهم من العامية الى الفصحى المبسطة،

•لغة الإعلام إذن ليست هي (الزعيج ،والجحاجح،والعرصات ،والجلمود،وأضواج،وافرنقعوا،…،)

ولاهي (إزايك؟،و حنكسر الدنيا،حنطلع فاصل،،ريعوا،استنوا لنا…)،

بل هي “لغة ثالثة “،صنعها الإعلام ،ولعل أبرز  سماتها :-

[الوضوح  -المرونة -الجاذبية -المعاصرة -الملائمة-الاتساع 

-الاختصار القابلية للتطور. 

الإعلامي : خليل القاهري  _ اليمن

•يحدثني مذيع شهير في إحدى الفضائيات العربية ذائعة الصيت أنه لم يعد يلمس رواجا ولا صدى لما يقدمه على شاشة قناته الشهيرة  من نشرات وبرامج حتى لدى محيطه الأسري ،

•شخصيا قبل أكثر من عشر سنوات وصل معي الأمر إلى  أن محيطي الأسري والأهل  لم يعودوا يتابعون البرامج أو نشرات الأخبار التي كنت أقدمها،وكانت وسائل التواصل لاتزال حينها اقل انتشارا من الآن،لكن الناس كانوا قد ارتبطوا بها وبعدد محدود من الفضائيات،

•المسألة طبيعية،فهذا لم يعد عصر التلفزيون ولا بيئة المشاهدة التقليدية ،

التلفزيون اليوم بات للأسف تابعا مطيعاً لوسائل التواصل ولم يعد يندرج ضمن الإعلام الجديد ،

•في عهد أجيال قبلنا ومن ثم نحن برزت أسماء لامعة من الكُتاب والصحفيين في عهد الصحافة المقروءة التي راجت ومثلت نبوغا كبيرا وأسست للإذاعة ،

وكانت بعض هذه الأسماء حديث الأجيال سواء عربيا وعالميا او محليا ،

بعد ذلك برز “الراديو “وتصدر،وراج،واشتهرت رموزه وأعلامه ومذيعوه،وأسس  للتلفزيون المحلي ثم الفضائيات التي سادت وسيطرت وبلغت ذروة الانتشار ،

لم يكن خليقا بالتلفزيون أن يصبح تابعا ومستجديا لوسائل التواصل،ولكنه غدا كذلك ،

•يمكن القول إن وسائل التواصل تعد امتدادا طبيعيا لمرحلة التلفزيون وعصر الصورة ،لكنه عصر خرج عن السيطرة وألغى القواعد وقضى على محددات ومعايير المهنية،وأصبح كل شخص في العالم يمثل “إن تمكن وأراد” قناةً ووسيلة وقائماً بالاتصال ويتفوق على القنوات وكبرى الفضائيات ،

•تجد الآن كبار المذيعين ينتهون من تقديم برامجهم ونشراتهم “لينزحوا” خلف هواتفهم وحواسيبهم لاختلاس ترويج لهم عبر وسائل التواصل ،

•أن تجد شخصا”صانع محتوى” ينافس كبريات القنوات والإذاعات بل ويفوقها  متابعة وجمهورا ،فاعلم أن عصر التلفزيون انتهى

وفي حال وجدت الآلاف يحتفون ب”يوتيوبر” ما،ويشيرون اليه بالبنان ،فعليك الانتباه والاقرار بأن عهد الصحافة والإذاعة والتلفزيون انتهى ،

•إذا وجدت مذيعا يستغرق ساعة وساعات ليشرح للبقال أو الخبّاز ،أو الجزار أو سائق الأجرة عن برامجه ويعرفه بنفسه دون جدوى فاعلم أن عصر التلفزيون ولىّ ومضى ،،

•المشكلة ورغم كل هذا لايزال  بعض المذيعين يظنون-وبعض الظن إثم-أنهم حديث الناس وشغلهم ،،وهذا مجرد حلم في يقظة تامة ،فالناس اليوم صغارا ،وكبارا ،رجالا ونساء،قلوبهم وعقولهم معلقة بهواتفهم المحمولة،بغض النظر عن المحتويات “الهشة”وربما “الخطيرة والسلبية “التي تقدم بدون رقيب ،

•هذه نهاية طبيعية،وهذا تداول حتمي ربما لم يكن في الحسبان ،لكن هل ستكون لها بداية أخرى ؟؟

شخصيا ..لا أظن ،،