أول مرة ينعى فيها حزب الله في بيان واحد دفعة من مقاتليه قتلوا بنيران إسرائيلية ليرتفع عدد قتلاه إلى 68

0
365

نعى حزب الله الجمعة سبعة من عناصره قتلوا بنيران إسرائيلية، من دون أن يحدد مكان أو تاريخ مقتلهم، ليرتفع بذلك عدد قتلى الحزب منذ بدء التصعيد مع إسرائيل على وقع الحرب في غزة، الى 68 مقاتلاً.

وهذه أول مرة ينعى فيها حزب الله في بيان واحد دفعة من مقاتليه.

وغداة شن حماس هجومها غير المسبوق ضد إسرائيل في 7 أكتوبر، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوبي لبنان بشكل يومي.

وأورد الحزب في بيان أسماء سبعة من مقاتليه، قال إنهم “ارتقوا شهداء على طريق القدس”، وهي العبارة التي يعتمدها لنعي عناصره الذين يقتلون خلال تبادل القصف مع إسرائيل، منذ بدء التصعيد في جنوب لبنان.

وفي وقت لاحق، أعلن الحزب في بيانات متلاحقة استهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية عدة.

وقال إنه نفذ هجوماً بثلاث مسيرات هجومية، استهدفت إحداها ثكنة اسرائيلية.

وجاء النعي على وقع استمرار تبادل القصف في جنوب لبنان بشكل يومي بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر.

كما يأتي بعد تنفيذ إسرائيل خلال اليومين الماضيين ضربات في سوريا، أوقعت قتلى.

وأعلن الجيش الإسرائيلي شنّه ضربات فجر الجمعة على سوريا. وقال في بيان على منصّة إكس (تويتر سابقاً) “ردا على مُسيّرة مصدرها سوريا، أصابت مدرسة في إيلات، ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية المُنظّمة التي نفّذت الهجوم”، من دون أن يذكر اسم المنظّمة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد استهدفت الضربات الإسرائيلية منطقة جنوب شرق مدينة حمص (وسط)، تضم مقرات ومواقع عسكرية لحزب الله، إضافة الى قطع عسكرية تابعة للجيش السوري.

وكان المرصد أفاد الأربعاء عن قصف إسرائيلي طال مواقع تابعة لحزب الله في محيط منطقتي عقربا والسيدة زينب قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين غير سوريين.

وغداة شنّ حماس هجومها غير المسبوق ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان بشكل يومي. كما نفذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان عمليات تسلل وإطلاق صواريخ عدّة.

وتردّ اسرائيل باستهداف تحركات مجموعات حزب الله قرب الحدود وتشن قصفاً على مناطق لبنانية على طول الشريط الحدودي.

واستهدفت اسرائيل الجمعة، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، أطراف بلدات عدة بينها يارين والضهيرة وميس الجبل وحولا، حيث أصيب مدني بجروح.

وفي ميس الجبل، سقطت قذيفة مدفعية إسرائيلية في باحة مستشفى البلدة، من دون أن تنفجر وفق الوكالة. كما تم إجلاء عائلة بعد تعرض منزلها للقصف.

وأسفر التصعيد عن مقتل 90 شخصاً في الجانب اللبناني، بينهم 68 مقاتلاً في حزب الله و11 مدنياً على الأقل، ضمنهم مصور لدى وكالة أنباء رويترز وسيدة مع حفيداتها الثلاث، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.

وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدنيين اثنين جراء التصعيد.

استخبارات غربية تؤكد إرسال إيران ممثلين عسكريين إلى مليشيات البوليساريو ومدها بالأسلحة وتدريبها على حرب المدن

جاء خطاب حسن نصرالله بعد فترة صمت نسبي التزم بها حزب الله منذ بدء حرب غزة، فحزب الله لم يُفرد إطلالات إعلامية لأمينه العام بل اكتفى ببيانات مكتوبة تعلن عن عملياته التي ينفذها على جبهة جنوب لبنان وبعض التصريحات الرسمية لعدد من قياداته الوسطى. ولعل المقصود من الظهور الإعلامي المحدود الذي استمر في الفترة الماضية كان الرغبة في توجيه الرسائل بشكل محسوب في الميدان العسكري وعدم الذهاب إلى التصعيد الإعلامي غير المحسوب. ولذا عندما تم الإعلان عن ترقب كلمة لحسن نصرالله تصور البعض بأن إطلاق الكلمة في حد ذاته سيكون بمثابة التصعيد المنتظر في مجرى الحرب الدائرة في غزة، وهو ما لم يحدث.

وبعد زهاء أربعة أسابيع من بدْء الحرب وانخراط الحزب نسبيًا فيها، أعلنَ الأخير عن استشهاد أكثر من 60 مقاتلًا، لديه إضافة للشهداء المدنيّين الذين سقطوا جرّاء القصف “الإسرائيلي”. في المقابل، وفي الأوّل من الشهر الجاري، أي بعد 23 يومًا من المواجهات، أعلنَ الحزب عن حصيلة الجانب “الإسرائيليّ” فيها، والتي تمثّلت في مقتل وجرح 120 جنديًا، وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيّرة وتدمير ناقلتَي جند وسيارتَي هامر. وبحسب مصادر الحزب، فقد نفّذ الأخير 105 هجمات طالت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش، حيث دمّرت 69 منظومة اتصال و33 رادارًا و140 كاميرا مراقبة و17 نظامًا من أنظمة التشويش.

وإضافة لهذا الاشتباك “المدروس” من حزب االله، فقد شهدت الحرب رسائل واضحة من أطراف أخرى محسوبة على إيران استهدفت قواعد ونقاطًا عسكرية أميركية في كلّ من: العراق، وشرق سوريا، فضلًا عن تبنّي الحوثيين في اليمن إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو “إسرائيل”، وهو ما يمكن فهمُه على أنّه رغبة في تجنيب الحزب المواجهة المباشرة الموسّعة مع الاحتلال، وتوزيع بعض الجهد على باقي الأطراف في محور المقاومة، وإرسال رسائل للولايات المتّحدة التي قَدِمت للمنطقة بحاملات طائراتها لردع إيران والقوى المحسوبة عليها من دخول الحرب.

ومع تأخّر الظهور الإعلاميّ للأمين العام للحزب -رغم تعقّد الأوضاع الميدانية والإنسانية وارتكاب دولة الاحتلال عدّة مجازر في غزة- تباينت التوقعات بخصوص الخطاب الأوّل لنصر الله والذي أُعلن عنه قبل زهاء أسبوع، وسبقه نوع من الدعاية البصرية بشكل غير رسمي عبر ناشطين ومواقع مقربة من الحزب. رأى البعض أنّ كل هذا التأخير ينبغي أن يحمل معه جديدًا، وتحديدًا إعلان توسيع مستوى الانخراط في الحرب، بينما صبّت معظم التوقعات في أن نصر الله سيعيد التأكيد على موقف التضامن ويرسم خطوطًا عامّة لموقف الحزب من مسار الحرب وسيناريوهاتها المحتملة.