الوكيل العام للملك: فتح تحقيق حول تفجيرات تسببت في وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين بالصحراء المغربية

0
180

أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، أنه تم تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة في الصحراء المغربية التي باتت في قلب نقاش أممي يشهد اعترافا دوليا متزايدا بمغربيتها.

وقالت السلطات أن أربعة انفجارات وقعت ليل السبت الأحد وطالت حي لازاب وحي السلام والحي الصناعي (انفجاران)، ألحقت أضرارا بمنزلين. وتوجهت السلطات المحلية والمصالح الأمنية والوقاية المدنية فور إشعارها إلى مكان الانفجارات.

وعهد الوكيل العام لفريق البحث القيام بالخبرات التقنية والباليستية الضرورية، للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة التي تسببت في وفاة أحد الضحايا وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة ، من بينها حالتان حرجتان تم نقلهما للمستشفى بالعيون لتلقي العلاجات الضرورية. وخلص إلى التأكيد على أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون سيحرص على ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ضوء نتائج البحث.

وتم نقل المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفى في العيون، على بعد 200 كلم غرب السمارة البالغ عدد سكانها أكثر من 66 ألف نسمة. وتمكن المصاب الثالث من العودة إلى منزله بعد تلقيه الإسعافات الأولية من جروح طفيفة. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قسما منهاراً من سقف منزل فارغ. وأظهرت أخرى حطامًا معدنيًا مجهول الهوية.

وتأتي هذه الانفجارات في وقت تتكثف فيه المساعي الأممية لحل الأزمة وتتضح فيه مواقف العديد من الدول بالوقوف إلى جانب المغرب في هذه القضية. حيث تؤكد الرباط أن الصحراء أرضا مغربية، لكن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تريد إقامة دولة مستقلة هناك وتعارض أي حل سياسي رغم مساعي الأمم المتحدة ودعواتها المتكررة لحل الأزمة سياسيا، وقد أعلنت البوليساريو في نوفمبر تشرين الثاني 2020 استئناف كفاحها المسلح للسيطرة على الصحراء المغربية.

ويشدد المغرب أن الحكم الذاتي هو أقصى ما يمكن أن يقدمه كحل سياسي في المنطقة، فيما يزداد اعتراف الدول في أنحاء العالم بمغربية الصحراء، وكانت إسرائيل أحدث دولة تعترف بسيادة المغرب على المنطقة في يوليو تموز، وهي الخطوة نفسها التي اتخذتها الولايات المتحدة في عام 2020. كما افتتحت 28 دولة أخرى، معظمها أفريقية وعربية، قنصليات لها في الداخلة أو مدينة العيون، فيما يعتبره المغرب دعما ملموسا لحكمه في الصحراء المغربية.

واعتبر خوزي بونو وزير الدفاع ورئيس البرلمان الإسباني سابقًا خلال مشاركته في افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الثاني لحركة “صحراويين من أجل السلام”، إن “الوقت حان لإيجاد حل دائم وسلمي لمشكل الصحراء”، مشددا على أن “المبادرة المغربية هي الحل الأفضل لمشكلة الصحراء”.
وأكد أن هذه ليست وجهة نظره وحده “بل وجهة نظر الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية كثيرة”. وأضاف خلال المؤتمر المنظم بالتعاون مع المركز الإفريقي للمعلومات الإستراتيجية، أن “الرباط كانت ملتقى لحركات التحرير الإفريقية، سواء في أنغولا أو الموزمبيق أو الجزائر أو الرأس الأخضر”.

وانط فعاليات المؤتمر السنوي الثاني لحركة “صحراويين من أجل السلام” الجمعة في العاصمة السنغالية داكار، بحضور مسؤولين وسياسيين ودبلوماسيين وقادة سابقين من ثلاث قارات.

ودعت الحركة الصحراوية التي يرأسها حاج أحمد بارك الله إلى مؤتمرها شخصيات من أبرزها وزير الدفاع ورئيس البرلمان الإسباني سابقًا خوزي بونو، ورئيس بوروندي سابقًا دوميتيان إنداييزي، ووزير خارجية بيرو سابقًا ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي، ورئيس المعهد الأرجنتيني للدراسات الإستراتيجية أدالبيرتو كارلوس أغوزينو.

كما وجهت مجموعة من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف رسالة إلى المشاركين في أشغال المؤتمر، تعلن من خلالها مساندة الحل السلمي والتوافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بعيدا عن المزايدات والنزاعات المدمرة.

وسجل المحتجزون في المخيمات، في الرسالة انضمامهم إلى “حركة صحراويين من أجل السلام”، باعتبارها “الفاعل الوحيد من بين المنشقين عن الجبهة الانفصالية التي تسعى إلى توحيد الكلمة بين الصحراويين. والدخول في حوار بناء ومباشر بينهم من القاعدة إلى القمة”، مشددين على أن هذا الحوار هو “الوسيلة التي ستجعلهم يتخلصون من الضغط الأجنبي وتلاعب الأيادي الخارجية بمصيرهم”.

واعتبر باعثو الرسالة أن انضمامهم إلى الحركة يعد بمثابة إعلان قوي عن وقوفهم ضد المماطلة في إنهاء هذا النزاع الذي عمر طويلا ودخل مرحلة الجمود داخل المنظمات الأممية، متسائلين “لا ندري إلى متى سيستمر الوضع على حاله، وإلى متى سنبقى آلية ضغط في بلد اللجوء الذي ينفرد بالقرار في ما يهم مصلحة شعبنا ويتكلم باسمه في تحديد لأولوياته”، في إشارة واضحة إلى النظام القائم بالجزائر.